نتحدث اليوم مع المواطن محمد حسنى مبارك.. الرجل المصرى الذى يعتصر قلبه ألماً لرحيل حفيده الغض «محمد علاء».. مبارك الإنسان الذى كان «محمد» يملأ عليه حياته.. مبارك الجد الذى فقد أغلى قطعة من قلبه.. ومبارك الأب الذى بات عليه أن يضمّد جراح ابنه «علاء» وهو يودع قطعة من كبده.

لن نقول له «شد حيلك يا سيادة الرئيس».. وإنما «الصبر على الابتلاء أيها المواطن المخلص والإنسان المكلوم».. الموت حق، والصبر عليه فضيلة.. لقد منحت وطنك ٦١ عاماً، أو يزيد، من الكفاح والعرق.. حاربت حين كانت مصر ترسلك مع زهرة شبابها إلى الاستشهاد، ذوداً عن الأرض، ودفاعاً عن العرض.. لا أحد من المؤيدين أو المعارضين بإمكانه المزايدة أو التشكيك فى وطنتيك وسجلك المشرف فى القوات المسلحة.. ولا أحد بمقدوره أن ينكر دوركم فى تحرير الأرض فى واحدة من أهم ملاحم العسكرية المصرية عام ١٩٧٣.

لا تحزن وحدك.. فالراحل الغالى «ابن» لنا جميعاً.. وأنت تألف حتماً مواجهة الأزمات والابتلاءات.. ونحن ندرك أن إيمانك بالله عز وجل سيمر بك من هذا الابتلاء الصعب، وأن صلابتك وجَلَدك وتماسُكك أقوى من وجع الفقد، وأكبر من ألم الحزن.. احزن كما شئت، ولكن اعلم أننا جميعاً بجانبك.. نربّت على كتفك، ونمسح دمعة عزّ على عينيك منعها.. أما السيدة الفاضلة سوزان مبارك، التى تكرس جهودها لرسم الابتسامة على وجوه المرضى والمحتاجين، فلها منا مواساة بعدد الذين وقفت إلى جوارهم وضمدت جروحهم.. وللأب «علاء» دعاء بأن يعوضه الله خيراً، وعزاؤه أن الطفل «محمد» الآن أسعد حالاً بين ملائكة الجنة.

المصرى اليوم