محمود عبد القادر الاداره
عدد المساهمات : 7217
نقاط : 95386
السٌّمعَة : 68
تاريخ التسجيل : 20/04/2009
الموقع : layaly2052717@yahoo
| موضوع: المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذانى - الجزء الأول الإثنين ديسمبر 28, 2009 5:51 pm |
|
المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذانى - الجزء الأول التعريف به " أبو الفضل أحمد بن الحسين " الذى ولد سنة 348 هـ فى مدينة همذان جو المقامة : عاد عيسى بن هشام من الحج وقد طلب من خادمه أن يختار له حماماً وحجاماً وكان فى مدينة حلوان ببغداد فدارت أحداث المقامة . نص المقامة الجزء الأول : " حدثنا عيسى بن هشام : قال : لما قفلت من الحج فيمن قفل ونزلت حلوان مع من نزل قلت لغلامى : أجد شعرى طويلاً وقد اتسخ بدنى قليلاً فاختر لنا حماماً ندخله وحجاماً نستعمله وليكن الحمام واسع الرقعة نظيف البقعة طيب الهواء معتدل الماء وليكن الحجام خفيف اليد حديد الموسى نظيف الثياب قليل الفضول فخرج ملياً وعاد بطياً وقال : قد اخترته كما رسمت فأخذنا إلى الحمام السمت وأتيناه فلم نر قوامه ولكننى دخلته ودخل على أثرى رجل وعمد إلى قطعة طين فلطخ جبينى ووضعها على رأسى ثم خرج ودخل آخر فجعل يدلكنى دلكاً يكد العظام ويغمزنى غمزاً يهد الأوصال ويصفر صفيراً يرش البزاق ثم عمد إلى رأسى يغسله وإلى الماء يرسله وما لبث أن تدخل الأول فحيا أخدع الثانى بمضمومة قعقعت أنيابه وقال : يا لكع مالك ولهذا الرأس وهو لى ثم عطف الثانى على الأول مجموعة هتكت حجابه وقال : بل هذا الرأس حقى وملكى وفى يدى ثم تلاكما حتى عييا وتحاكما لما بقيا " أولاً : معانى المفردات والتراكيب : قفلت : عدت ورجعت ، غلامى : خادمى والجمع غلمان وأغلمة وغلمة ، بدنى : جسمى والجمع أجسام ، حجاماً : المراد حلاقاً ، نستعمله : يقص شعرى ، الرقعة : المساحة والجمع رقع ، البقعة : الأرض والمراد مكان الحمام ، حديد : حاد ، قليل الفضول :لا يتكلم فيما لا يخصه ، الموسى : شفرة الحلاقة ، ملياً :زمناً طويلاً بطياً : بطيئاً ، رسمت : حددت ووصفت ، السمت : الطريق والجمع سموت ، قوامه : القائم عليه والعمل فيه ، أثرى : خلفى ، عمد : قصد ، جبينى : جبهة الرأس والجمع أجبن وأجبنه وجبن ، يكد : يؤلم ، يغمزنى : يعصرنى ، الأوصال : مفاصل الجسم ، البزاق: اللعاب ، يرسله : يصبه وينزله ، حيا : لطم ، أخدع : عرق فى العنق ، قعقعت : صوت ، أنيابه : أسنانه ، لكع : لئيم ، عطف : هجم ، هتكت : مزقت وقطعت ، حجابه : شرفه وكرامته ، عييا : تعبا ، تحاكما : طلبا من يحكم بينهما . ثانياً : الشرح : بعد عودتى من الحج دخلت مدينة حلوان ببغداد ووجدت أن شعرى طويل يحتاج إلى تقصير ، كما أردت أن أنظف جسمى فطلبت من خادمى أن يجد لى حماماً استحم فيه وحجاماً يقص لى شعرى والصفات التى طلبتها فى الحمام أن يكون واسعاً نظيفاً طيب الهواء معتدل الماء كما طلبت منه مواصفات الحلاق أن يكون ماهراً حاد الموسى ثوبه نظيف لا يتكلم فيما لا يخصه فخرج الخادم وعاد بعد مدة وقال : أنه اختار الحمام والحجام على مواصفاته ثم توجها إلى الحمام فدخل رجل بعده معه قطعة طين فوضعها على جبهته ثم خرج ودخل آخر يدلك جسمه بقوة فآلم عظامه ومفاصله هذا الشخص قذر يتطاير لعابه على عندما يصفر بفمه ثم صب الماء على رأسه ليغسله ثم دخل الرجل الأول فضرب الرجل الموجود ضربة شديدة فهجم عليه الثانى فلطمه على خده لطمة أضاعت كرامته وكبرياءه قائلاً :إن هذا الرأس لى وساخذ اجرها ثم تلاكما حتى أصابهما التعب وقررا أن يحكم بينهما صاحب الحمام . ثالثاً : البيان " الخيال " فى الفقرة السابقة : " حجاماً نستعمله " استعارة مكنية فقد شبه الكاتب الحجام بآلة تستعمل وسر جمال الاستعارة التوضيح " خفيف اليد " كناية عن المهارة وسر جمالها الاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه . " يدلكنى دلكاً يكد العظام " كناية عن عنف الرجل وقسوته فى دلك الجسم . ومثلها غمزاً يهد الأوصال . " حيا أخدع الثانى بمضمومة " استعارة مكنية حيث تخيل اللطمة على الوجه كالتحية باليد . " قعقعت أنيابه " كناية عن قوة الضربة . " هتكت حجابه " شبه الكرامة بشئ بالستار الذى يهتك ويمزق فمى استعارة مكنية " تلاكما حتى عييا " كناية عن طول مدة العراك بينهما . رابعاً : البديع فى الفقرة : " حماماً وحجاماً " بينهما جناس ناقص .ومثلها " الرقعة و البقعة " ، " ملياً وبطياً " ، " يكد ويهد " ، " تلاكما ، تحاكما " يعطى نغماً موسيقياً جميلاً تطرب له الأذن السجع فى ( قفل ، نزل ) ، ( طويلاً ، قليلاً ) ، ( ندخله ، نستعمله ) ، ( الرقعة ، البقعة ) ( يغسله ، يرسله ) ، ( رسمت ، السمت ) ، ( عييا ، بقيا ) . الازدواج فى (" خفيف اليد ، حديد الموسى ، نظيف الثياب ، قليل الفضول " )،( يدلكنى دلكاً يكد العظام ، يغمزنى غمزاً يهد الأوصال ، يصفر صفيرأً يرش البزاق ) الطباق فى ( دخل وخرج ) يظهر المعنى ويوضحه ويؤكده خامساً : المعانى " الأساليب " تنوعت الأساليب بين الخبرية والإنشائية الإنشائية : " اختر " أمر حقيقى " ليكن " مضارع مقترن بلام الأمر غرضه التمنى " يا لكع ".نداء للسخرية والتحقير " مالك وهذه الرأس " استفهام للتعجب والاستنكار باقى الأساليب خبرية للتقرير والتوضيح الإطناب فى " يدلكنى دلكاً يكد العظام ، يغمزنى غمزاً يهد الأوصال " ، " حقى ، ملكى " الايجاز بالحذف فى " حيا أخدع الثانى مضمومة " أى أصابع مضمومة فقد حذف الموصوف وأقيمت الصفة مكانها . أسلوب القصر فى : " اختر لنا حماماً " بتقديم الجار والمجرور للتخصيص التوكيد فى " قد اخترته " نلاحظ : تنكير حماماً وحجاماً للعموم والشمول ، مضمومة ومجموعة للتهويل فى العنف بينهما الأفعال المضارعة للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة مثل " يدلكنى ، يكد ، يغمزنى ، يغسله ، ...." إلى القاء مع الجزء الثانى من المقامة ،،، وشكراً
مع تمنياتى بالنجاح والتفوق ،،،، الموضوع الأصلي : المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذانى - الجزء الأول المصدر : منتدى ميت عزون www.meetazoon.com | |
|