خالد القاضى القلم المميز
عدد المساهمات : 540
نقاط : 85763
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 23/05/2009
| موضوع: من ديوان الشافعى السبت فبراير 20, 2010 4:50 pm |
|
موت الشافعي رحمه الله: في السنة الرابعة بعد المائتين، أي: في الرابعة والخمسين من عمره نام الشافعي على فراش الموت بعد ما اشتد به المرض، ودخل عليه تلميذه المزني ليقول له: كيف أصبحت؟ فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ووالله لا أدري أتصير روحي إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها،
وبكى الشافعي رضي الله عنه، ونظر إلى السماء وناجى ربه جل وعلا وقال:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ما زلت ذا عفوٍ عن العبد لم تزل تجود وتعفو منةً وتكرما ومن ديوانه ايضا أحـب الصالحيـن ولسـت منهـم
لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي
ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة
يخاطبنـي السفيـه بكـل قـبـح
فأكـره أكــون لــه مجيـبـا
يزيـد سفاهـة فـأزيـد حلـمـا
كعـود زاده الإحـراق طيـبـا
شكوت إلى وكيـع سـؤ حفظـي
فأرشدني إلـى تـرك المعاصـي
وأخبرنـي بـأن العـلـم نــور
ونـور الله لا يـهـدى لعـاصـي
علـي ثيـاب لـو يبـاع جميعهـا
بفلس لكان الفلس منهـن أكثـرا
وفيهن نفس لـو تقـاس ببعضهـا
نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وما ضـر السيـف إغـلاق غمـده
إذا كان عضبا أين ما وجهته فرى
نعيـب زماننـا والعيـب فيـنـا
ومـال زماننـا عـيـب سـوانـا
ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنـب
ولـو نطـق الزمـان لنـا هجانـا
وليس الذئب يأكـل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنـا بـعـض عيـانـا
تموت الأسد في الغابـات جوعـا
ولحـم الضـأن تأكلـه الـكـلاب
وعبـد قـد ينـام علـى حـريـر
وذو نسـب مفارشـه الـتـراب
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقـه جيـف
وتستقـر بأقصـى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجـوم لا عـداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمـس والقمـر
أخي لـن تنـال العلـم إلا بستـة
سأنبيـك عـن تفصيلهـا ببـيـان
ذكاء وحـرص واجتهـاد وبلغـة
وصحبـة أستـاذ وطـول زمــان
قالو سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفا
وفيه أيضا لصون العـرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخسى لعمري وهو نبـاح
وعيناك إن أبدت إليـك مسـاؤا
فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
فلا ينطقن منـك اللسـان بسـوءة
فكلـك سـوءات وللنـاس ألسـن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هـي أحسـن
الموضوع الأصلي : من ديوان الشافعى المصدر : منتدى ميت عزون www.meetazoon.com | |
|