ملاك الحب ولاد البلد
عدد المساهمات : 321
نقاط : 77923
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: الصق روانفك بالجيوب وخذ المسطر بشناترك واجعل حندورتيك الى فيهلى ......................... الأحد مايو 15, 2011 12:07 pm |
|
السلام عليكم ورحمة الله
احبابى فى الله ... معى لحضراتكم موضوع اتمنى ان ينال اعجابكم
كنت وانا طالب فى الثانوية الازهرية ادرس مادة تسمى البلاغة وطبعا كلنا عرفين اية هى البلاغة نخلينا فى موضوعنا المهم
كنت احيانا ممكن اشوف ابيات صعبة النطق او كلام غريب والوقتى هقدم لحضرتكم بيت من هذه الابيات مع شرح مبسط
لفت نظري هذه المقوله وهي للامام علي عليه السلام
جاء رجل إلى الإمام علي عليه السلام يطلب نصيحته فأجابه الإمام عليعليه السلام قائلا : ألصق روانفك بالجبوب وخذ المسطر بشناترك واجعل جحفتيك في أثعباني حتى لا أنغي نغية إلا أودعتها بحماطة جلجلانك وانصرف الرجل
وبعد أربع قرون جاء رجل إلى الامام الفيروزابادي يستفصل عن كلام الامام علي عليه السلام فأجابه الفيروزابادي قائلا : رحم الله الإمام علي لقد كان بليغا إنه يقول : ألزق عضرطك بالصلة وخذ المزبر بأباخسك واجعل حندرتيك في قيهلي حتى لا أنبس بنبسة إلا أودعتها في لمظة رباطك
هذه هى الابيات او المقولة ........................... ناخذها من ناحية اخرى
درست فى الثانوى كلام نثرى وكان بالنسبه لى طلاسم الى أن شرحه لى مدرسى الفاضل وكان عباره عن رجل يوصى رجل أخر يوصيه بأن يجلس كويس ويركز معه جيدا ويمسك القلم جيدا علشان لما يقوله أى كلمه يسجلها فى الدفتر: والموضوع النثرى هو الصق روانفك بالجيوب وخذ المسطر بشناتيرك وأنظر الى فيهلى حتى لا أنغى نغيه الا أودعتها حماطه جلجانك): المعانى الروانف هى مؤخره الأنسان:] الجيوب هى الأرض: [المسطر ريشه الكتابه:أو القلم فيهلى هو الفم [أنغى نغيه أقول أى كلمه جلجانك فى الورقه
واليكم التفسير البلاغى لها .....................
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال العلامة أبو تراب رحمه الله في كتابه ( الموزون والمخزون ) في أول ورقة ..
’’ إلى من أهدي كتابي هذا .. أهدي هذه الكلمة الحَيْدرّية : أَلْصِقْ رَوانِفَكَ بالجَبوبِ، وخُذِ المِزْبَرَ بشناترك، واجعل حُنْدُرْتَيْك إلى قَيْهَلي، حتى لا أَنْغي نُغْيَةً إلا أَودعتَها بِحُماطةِ جُلْجُلانك ،،
هذه من روائع كلمات أبي تراب رحمه الله رحمة واسعة .. وهي دعوة منه لتتبع اللغة والرجوع إليها . وهذه الجملة يحتاج البعض إلى فهمها .. وكذلك كنت أريد فهمها ..
ولأن أبي تراب رحمه الله اعتاد على استعمال الكثير من الألفاظ المهجورة اليوم ..فعابه البعض بسبب ذلك رغم أنني لا أراه معيباً .. بل هذا يدل على غزارة علمه رحمه الله وسعة اطلاعه على لغة العرب .. وكتبه تشهد بصحة ذلك .. أما استعمال الغريب والنادر في استعمال الناس اليوم فليس بعيب .. لأنه إحياء للفظ قد اندرست استعمالاته .. والعلامة رحمه الله كان لا يكتب لكل الناس إلا تجوزاً .. وإنما كان يكتب لأهل العلم والأدب .. فهذه تدفع الغير متخصص بأن يرجع إلى اللغة ليعرف هذه الألفاظ .. وكأن العلامة رحمه الله يحثه على طلب الزيادة في العلوم .. إلا أن هذا الاستعمال ليس بشكل دائم .. وإنما يجعله مقدمات للكتب أو المقالات أحياناً لدفعك إلى عدم الرضا عن نفسك وتشمير الساعد للبحث والتنقيح .. وأما غالب ما يكتبه من مسائل ومقالات فهي بلغة عادية بسيطة لا تقعير فيها ولا تعقيد ولا غريب .. وأريد اليوم شرح هذه الكلمة الجميلة بما جاء عن العرب من معان لهذه الألفاظ .. والله تعالى المعين .. قال العلامة رحمه الله في كلمته .. ( روانفك ) .. الرنف يعني ناحية الشيء وطرفه وجمعها الروانف .. فالعرب تطلق هذا اللفظ للدلالة على طرف شيء ما .. فتارة يكون الرنف طرف الأذن، أو الأنف، أو الأذن، أو الألية .. وهي من باب الكناية عند العرب .. ومراد العلامة هنا ( أطراف الألية ) وذلك لقرينة ( الجبوب ) ..
وأما ( الجبوب ) .. فالجبوب تطلق على الأرض، وخصها بعضهم بالأرض الغليظة .. وتعين المراد من الروانف أنها طرف الألية ؛ لأن الأذن لا تلصق بالأرض لأجل الاستماع، وإنما أطراف الألية تلصق بالأرض ( جلوساً ) للاستماع .. فتعين هذا المعنى من الروانف ..
وأما ( المزبر ) .. فالمزبر بكسر الميم هو القلم .. وفي الأثر عن أَبـي بكر رضي الله عنه أَنه دعا فـي مَرَضِه بدواة مِزْبَرٍ فكتب اسم الـخـلـيفة بعده ..
وأما ( بشناترك ) .. فالشناتر جمع واحدتها ( شنترة ) وهي الأصابع بلغة أهل اليمن ..
وأما ( حندرتيك ) فيراد بها حدقة العين .. فالحندرة عند العرب تطلق على حدقة العين ..
وأما ( قيهلي ) .. فهي القيهل عند العرب، وهي اسم، ويراد بها عندهم الوجه .. فيريد العلامة اجعل حدقة عينيك مصوبة نحو وجهي .. والكناية منها : اجعل بصرك مصوباً نحوي ولا تلتفت عني أبداً ..
وأما ( لا أنغي نغية ) .. فالنغي هو الكلام الذي يسر سامعه ، والمناغاة المغازلة .. فكل ما حدثت به غيرك وسره ذلك فهذا المراد منها ..
أما ( بحماطة ) .. فالحماطة تطلق على بعض النبات ودود يكون في بعض أنواع النبات كالبقل وكذا يطلق العرب شيطان الحماط على جنس من الحيات ..
وقد يقال : ( أصابت الجارية حماطة قلبه ) أي سواد قلبه .. فالحماطة هنا بمعنى العلقة السوداء في القلب وهي حبّة القلب ..
وأما ( الجلجلان ) .. يطلقها العرب على السمسم عند أهل الحجاز .. وقيل هي حب الكزبرة ..
ففلان استقر في جلجلان قلب فلانة : أي في سويدائه .. يراد به ( حبة القلب ) التي مرت معنا سابقاً ..
ويقول العرب : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِه، وجُلْجُلانَ قلبه، وحَمَاطَةَ قلبه .. كلها بمعنى واحد ..
..... وجزاكم الله خيراً الموضوع الأصلي : الصق روانفك بالجيوب وخذ المسطر بشناترك واجعل حندورتيك الى فيهلى ......................... المصدر : منتدى ميت عزون www.meetazoon.com | |
|