ملاك الحب ولاد البلد
عدد المساهمات : 321
نقاط : 77923
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد(موضوع جديد عن التنمية البشرية ولكن هذه المره من منظور اسلامى)والمنظور الاسلامى هنا هى الصلاة)............. السبت نوفمبر 06, 2010 1:06 am |
|
مموضوعنا هو ((صــــــلاة الاستخــارة وتطوير وتحقيق الذات))
ههذا الموضوع شيق وجميل ويمكن الاستفادة من ه
[center] [[color=blue]size=24] [size=24] أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلاح البال والسعادة في الدارين ... ، فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني والمقتضيات ، ويمكن تلخيص ذلك من خلال معرفة أهميتها والمتمثلة فـــي : أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلاح البال والسعادة في الدارين ... ، فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المع 1) معرفة أسماء وصفات المعبود ووجوب العمل بمقتضاهما ، وأقرب مثال على ذلك قد يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إلا إذا كان مكثراً منها، لأنها مبنية عليه .( انظر السلسلة الأولى )
2) معرفة حقيقة وصفات النفس البشرية ، فالإنسان مخلوق: كفور، يئوس، قنوط ، معرض ، ظلوم ، جهول ، خصيم ، فرح ، مغرور ، هلوع ، قتور ، ولا حول له ولا قوة إلا به سبحانه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يؤمنون ، وإن آمنوا فلا يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى ، إلا من رحم الله . 3) أنها وحي هذه الأمة ـ الإلهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا، فمن هذا الذي لا يحب أن يكون ملهماً ومسدداً ؟! بفضل من الله ومنّـه .( انظر المبحث الأول الاستخارة وحي هذه الأمة ) 4) ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهـمها لأهل التقـوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهل الدنيا النجاح . 5) النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها، فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية . 6) فهم السلف لها واعتناؤهم بـها من خلال فقه أقوالهم وتعاملهم معهــــــا . 7) أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى إخـلاص النية وتـعلم لإتـقانـها كالقرآن ، وقد دلّ حديث الاستخارة على ذلك .( انظر السلسلة الثانية والثالثة ) . 8) الإنسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للإكثار منها مما تجعله يعض عليها بالنواجذ ، فاستخارة واحدة تكفي ليحرص المسلم بعد ذلك مـن الإكـثار منهـا. ( انظر السلسة الثانية ). ثانيا : الشباب وضـرورة نقاء منهاج تطوير الذات : 1) من الجميل أن نرى اليوم كثيراً من شباب المسلمين يسعى بجد إلى تطوير وتحقيق ذاته وسط هذا الركام الفاسد والمفسد معاً، فهم عماد مستقبل هذه الأمة لأي إصلاح أو تغيير، ومن كان يظن أن الخلافة التي على منهاج النبوة أو خروج المهدي المنتظر قد اقتربا ؛ فليعتقد جازما بأن ذلك لن يكون إلا والأمة قد أعدت نفسها إيمانيا وماديـا، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، ولكن أجمـل منه
وواجب أن يكون ذلك نابعاً من نية خالصة لله حتى تؤتي أكلها بدون آثار وأعراض سلبية ، فهذا العلم هو حصيلة اجتهاد وتجارب إنسانية طويلة من حيث الزمن وكثيرة من حيث العدد في العالم الغربي ثم حصل الإبداع عندهم ثم انتقل إلينا، فلهذا تجد معظم الكتب التي تحدثت في هذا الأمر مترجـمة أو مستندة إلى مراجع أجنبية ؛ ولعل من يتفحص ما نقل وترجم ؛ يجده لا يهتم كثيرا أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلاح البال والسعادة في الدارين ... ، فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المع [center] [[color=blue]size=24] أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلاح البال والسعادة في الدارين ... ، فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني والمقتضيات ، ويمكن تلخيص ذلك من خلال معرفة أهميتها والمتمثلة فـــي : 1) معرفة أسماء وصفات المعبود ووجوب العمل بمقتضاهما ، وأقرب مثال على ذلك قد يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إلا إذا كان مكثراً منها، لأنها مبنية عليه .( انظر السلسلة الأولى )
2) معرفة حقيقة وصفات النفس البشرية ، فالإنسان مخلوق: كفور، يئوس، قنوط ، معرض ، ظلوم ، جهول ، خصيم ، فرح ، مغرور ، هلوع ، قتور ، ولا حول له ولا قوة إلا به سبحانه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يؤمنون ، وإن آمنوا فلا يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى ، إلا من رحم الله . 3) أنها وحي هذه الأمة ـ الإلهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا، فمن هذا الذي لا يحب أن يكون ملهماً ومسدداً ؟! بفضل من الله ومنّـه .( انظر المبحث الأول الاستخارة وحي هذه الأمة ) 4) ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهـمها لأهل التقـوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهل الدنيا النجاح . 5) النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها، فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية . 6) فهم السلف لها واعتناؤهم بـها من خلال فقه أقوالهم وتعاملهم معهــــــا . 7) أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى إخـلاص النية وتـعلم لإتـقانـها كالقرآن ، وقد دلّ حديث الاستخارة على ذلك .( انظر السلسلة الثانية والثالثة ) . 8) الإنسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للإكثار منها مما تجعله يعض عليها بالنواجذ ، فاستخارة واحدة تكفي ليحرص المسلم بعد ذلك مـن الإكـثار منهـا. ( انظر السلسة الثانية ). ثانيا : الشباب وضـرورة نقاء منهاج تطوير الذات : 1) من الجميل أن نرى اليوم كثيراً من شباب المسلمين يسعى بجد إلى تطوير وتحقيق ذاته وسط هذا الركام الفاسد والمفسد معاً، فهم عماد مستقبل هذه الأمة لأي إصلاح أو تغيير، ومن كان يظن أن الخلافة التي على منهاج النبوة أو خروج المهدي المنتظر قد اقتربا ؛ فليعتقد جازما بأن ذلك لن يكون إلا والأمة قد أعدت نفسها إيمانيا وماديـا، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، ولكن أجمـل منه
وواجب أن يكون ذلك نابعاً من نية خالصة لله حتى تؤتي أكلها بدون آثار وأعراض سلبية ، فهذا العلم هو حصيلة اجتهاد وتجارب إنسانية طويلة من حيث الزمن وكثيرة من حيث العدد في العالم الغربي ثم حصل الإبداع عندهم ثم انتقل إلينا، فلهذا تجد معظم الكتب التي تحدثت في هذا الأمر مترجـمة أو مستندة إلى مراجع أجنبية ؛ ولعل من يتفحص ما نقل وترجم ؛ يجده لا يهتم كثيرا أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والساني والمقتضيات ، ويمكن تلخيص ذلك من خلال معرفة أهميتها والمتمثلة فـــي : 1) معرفة أسماء وصفات المعبود ووجوب العمل بمقتضاهما ، وأقرب مثال على ذلك قد يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إلا إذا كان مكثراً منها، لأنها مبنية عليه .( انظر السلسلة الأولى )
2) معرفة حقيقة وصفات النفس البشرية ، فالإنسان مخلوق: كفور، يئوس، قنوط ، معرض ، ظلوم ، جهول ، خصيم ، فرح ، مغرور ، هلوع ، قتور ، ولا حول له ولا قوة إلا به سبحانه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يؤمنون ، وإن آمنوا فلا يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى ، إلا من رحم الله . 3) أنها وحي هذه الأمة ـ الإلهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا، فمن هذا الذي لا يحب أن يكون ملهماً ومسدداً ؟! بفضل من الله ومنّـه .( انظر المبحث الأول الاستخارة وحي هذه الأمة ) 4) ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهـمها لأهل التقـوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهل الدنيا النجاح . 5) النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها، فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية . 6) فهم السلف لها واعتناؤهم بـها من خلال فقه أقوالهم وتعاملهم معهــــــا . 7) أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى إخـلاص النية وتـعلم لإتـقانـها كالقرآن ، وقد دلّ حديث الاستخارة على ذلك .( انظر السلسلة الثانية والثالثة ) . 8) الإنسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للإكثار منها مما تجعله يعض عليها بالنواجذ ، فاستخارة واحدة تكفي ليحرص المسلم بعد ذلك مـن الإكـثار منهـا. ( انظر السلسة الثانية ). ثانيا : الشباب وضـرورة نقاء منهاج تطوير الذات : 1) من الجميل أن نرى اليوم كثيراً من شباب المسلمين يسعى بجد إلى تطوير وتحقيق ذاته وسط هذا الركام الفاسد والمفسد معاً، فهم عماد مستقبل هذه الأمة لأي إصلاح أو تغيير، ومن كان يظن أن الخلافة التي على منهاج النبوة أو خروج المهدي المنتظر قد اقتربا ؛ فليعتقد جازما بأن ذلك لن يكون إلا والأمة قد أعدت نفسها إيمانيا وماديـا، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، ولكن أجمـل منه
وواجب أن يكون ذلك نابعاً من نية خالصة لله حتى تؤتي أكلها بدون آثار وأعراض سلبية ، فهذا العلم هو حصيلة اجبالجانب الإيماني مثل ضرورة إخلاص النية ومراقبتـها لأي عمل صغر أم كبر وهذا ولاشك سيؤثر سلبا على النتائج المرجوة ،وهذا الذي سوف نحاول توضيحه في هذه الرسالة إن شاء الله تعالى .
2) ومع ما بلغوا إليه من تأصيل وتفصيل لجزئيات الجزئيات، والتي تزيد من فرص تطوير وتحقيق الذات والنجاح ، إلا أنهم لا يزالون يشكون من مشاكل أخرى كثيرة ومهمة تتلخص في عدم القدرة على تحقيق الموازنة بين تطوير وتحقيق الذات والنجاح وما تحتاج إليه الروح من تغذية إيمانية مستمرة للمحافظة على هذا التوازن بعد الوصول إليه .
3) فلهذا على المسلم أن يسعى بجد لتطوير وتحقيق ذاته وفقا للمنهج الرباني الذي ليس فيه سلبيات أو انحراف عن الفطرة، وليس معنى ذلك أن نترك ما هو مفيد من الغرب وإنما اقصد البحث عنها من فهم الكتاب والسنة والسلف الصالح والتوازن في تغـذية القلب والعقل .
ثالثاً : ما هو تطوير الذات ؟ : من خلال بحث سريع لم أقـف على كتاب يعالج هذه المسألة بكل عناصرها وتفصيلاتها ، بحيث تجمع شتات المسألة، ولكن في معظم الأحيان كنت أجدها تتحدث عن عنصر عام من عناصرها بتفصيلاته، وهذا بالطبع لا يحقق تطويراً حقيقياً للذات، لأن تطوير الذات للنجاح منظومة متكاملة من المهارات التي ينبغي اكتسابها، وقد يكون له في بعض الأحيان أثراً سلبياً، مما لو لم يتعلم عنصر من العناصر؛ لأن كثيرا من الناس عندهم عادة سيئة وهي أن ينظر إلى ما عنده فيستكثره،وينظر إلى ما عند غيره فيستقلله ،فينشأ بعد ذلك مراهـقة علمية وصدام أخلاقي وغير ذلك ، فتحدث ردة فعل سلبية قوية فلا
يستطيع تحملها لأنه غير مؤهل تأهيل عام كاف. وهذا لا ينطبق على هذا العلم وحده ؛ ولهذا قدمنا النية الخالصة. وإليك أهم عناصره وجزئياته والتي عبارة عن اكتساب قدرات ومهارات فـي : 1) تنظيم وإدارة الوقت . 2) التفكير المثالي والتعلم وتنمية وتنشيط الذاكرة . 3) اتخاذ القرار السليم وحل المشاكل. 4) وضوح الرؤية وتحديد الهدف وكسب الجهد . 5) التحليل وربط الأسباب بالنتائج . 6) القدرة على التواصل وكسب الآخرين ووضع الأولويات والبدائل. 7) التحرر من الجمود والقيود المعوقة والثقة بالنفس. 8) البرمجة العصبية واللغوية. الخلاصة: إن تطوير الذات عبارة عن اكتساب القدرات والمهارات لتلك العناصر ليكون متميزاً وناجحا. رابعـاً: ويحـــق لــــك أن تتساءل ! بعد الذي تقدم قد يقول قائـل : هـل يمكن حصول توازن كامل بين تطوير الذات المتكامل مع المحافظة على نـقاوة المنهاج الرباني في الدعوة ؟ وأن تكون الآخرة أكبر همه ؟ الإجابة : نعم . ولكن يصعب تصور ( ) حصول ذلك إلا بمراعاة عدة أمـور : أ ) الإنسان مفطور على حب العاجلة فكلما أشبع حاجة من احتياجاته انتقل إلى الأخرى وهكذا . ويؤكد ذلك النصوص الشرعية والمشاهدة والنظريات الغربية .مثـل: نظرية الاحتياجات الإنسانية لـ (( ماسلو ))( ) وتقول : (( إن الإنسان يتحرك لإشباع خمس حاجات رئيسية لديه هي : تحقيق الذات، التقدير، الاحتياجات الاجتماعية ، الأمن والسـلامة،والاحتياجات الفيزيولوجية.
ويتــم إشباع هـذه الحاجات على مراحل بحيث يندفع الفرد لإشباع إحداها فإذا فرغ منها وأشبعها انصرف إلى الثانية وهكذا )). ب) المسلم مهما بلغ من العلم الشرعي والورع والتميز في تطوير وتحقيق ذاتـه سوف يقابل أمورا دقيقة أو محيرة( ) قد تقدح أو تؤثر على درجة تمسكه بالمنهاج الرباني الذي ينبغي أن يسلكه للدعوة من وجهة نظر غيره أو نفسه ولكن عادة ما يبررها تحت مسميات كثيرة مثل المصالح والمفاسد وخير الخيرين وأهون الشرين والوسائل والمقاصد ونحو ذلك من الأمور التي يعرفـها طلبة العلم . وكل ذلك ينتج من التأويل والقياس للنصوص الشرعية ولذلك قال الإمام أحـمد عبارة تستحق أن تكتب بماء الذهب من دقتـها في تشخيص أسباب خطأ المجتهد وهـي : (( أكثر ما يخطـئ الناس في التأويل والقياس )) ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة ـ لأنها تحتاج إلى تحقيق ـ لذكرت بعض الأمثلة . ولعل الله ييسرها في رسالة خاصة لموضوع مـا يكون الناس بحاجة إليه . ج ) إتقان صلاة الاستخارة والإكثار منها يمثل الضمان الأنجع والأسلم لكل ما ورد من محاذير قد ترافق المسلم أثناء عملية تطوير الذات بل ترقى به إلى أكثر من ذلك وهو تحقيق الذات والنجاح في الدنيا قبل الآخرة – بإذن الله- وذلك من خلال معرفة ثمارهـا .
علامـــــــــات و ثمــــار إتـــقانها ( وسائل عامة في تطوير الذات )
من نعم المولى سبحانه أن جعل للأشياء علامات ليطمئن بها القلب أذا عصفت به العواصف أو غيرهـا من الأمور ، ومن علامات إتقان الاستخارة أن يذوق العبد ثمارها في الدنيا قبل الآخرة ، وهذه الثمار قد تفسر حرص الرسول على الاعتناء بتعليمها ، ومنها ما هو متداخل ومترابط مع بعضها البعض ، ومنها ما يتفرع عنها ثمار أخرى فهي شجرة لانهاية لثمارها ؛ فلهذا ينبغي استحضار ثمار هذه العبادة ؛ ليزداد اليقين بأهميتها ، ومن يتأمل الثمار التالية سيجد معظمها من ثمار التوكل ويمكن تلخيصها كالتالي : السعادة في الدنيا: غاية تطوير الذات السعادة التي لا تشترى بالمال أو الجاه أو السلطان أو غير ذلك ، بل هي نعمة ربانية يَمنّ بها سبحانه على من يشاء ، وتُـعرف من خلال سكون النفس وطمأنينة القلب والرضا بمقدوره وصلاح البال وكل هذه السمات ملازمة للاستخارة وإلا فلا يعد صاحبها مستخيراً.( انظر مبحث أعمال قلبية ملازمة لها) .
قال الإمام ابن القيم : (زاد المعاد / 2/ 444) . ((والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده ، وهي من لوازم الرضى به ربا ، الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته )) . وهذا مما ينبغي أن يجعل الباحث عن تطوير ذاته أحرص الناس على التمسك بها والإكثار منها . 2) تجــــــديد الإيمـــــان : جاء في الحديث الصحيح: ((إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))( ) ؛ فلهذا فإن التجديد يبدأ من القلب ، وعلاقة ذلك بالاستخارة أن فيها من التوكل والطمأنينة والرضا وصلاح البال ما يجعل العبد مستحضراً صفات الخالق والمخلوق ، ومن ثم تكون أعماله بمقتضى هذه المعرفة، فكلما ذاق هذه الثمار أكثر من الاستخارة وكلما أكثر من الاستخارة ذاق حلاوة الإيمان وحينئذ يبقى الإيمان متجدداً . 3) الطمأنينة على إخــــــــــــــــــلاص النية : لما كان استدامة إخلاص النية ومراقبتها شي عزيز ، فإن مجاهدة النفس لهذا المطلب شيء أعــز ؛ لأن العبد كلما أغلق باباً على الشيطان جاء من باب آخر ، فإذا لم يستطع إغواءه سعى جاهداً ليلبس عليه أمر إخلاصه في نيته حتى يجعله في حيرة من أمره خوفاً من الرياء أو السمعة ونحو ذلك ، فلهذا تعتبر الاستخارة لمثل هذه الحالات من أحسن الوسائل للوقاية من ذلك . في الحديث السالف الذكر دليل على أن الإيمان يبلى في قلوب المؤمنين ولا يبلى في قلبه ، فإذا تأملنا هذه الحقيقة مع عدم استخارته وعصمته لخرجنا باستنتاج أن كثرة الاستخارة تجدد الإيمان وتزيد من أسباب التسديد من الله للمستخير ؛فلهذا لم يكن يستخير مع شدة حرصه على تعليمها . صيحـــــة إيمانية فهل من مذكــــــــر؟! معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو إصلاح ،وما الوسائل إلا عوامل مساعدة ليس إلا ، ولطالما كان الهم الأكبر عند الصالحين من أهل الورع والتقوى الاطمئنان على إخلاص النية لما لهـا من بركة وأثر عظيم ومتعد في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد سئل حـمدون بن أحـمد : (( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ )) فقال: (( لأنـهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ،
ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا الخلق )) .وهذا يجب أن يقودنا إلى تأمل واقع ثمار الدعوة اليوم التي لها قرابة ( 70) عاما، فلو عملنا مقارنـة سريعة بين المدخلات( ) والمخرجات الدعوية اليوم وبين المدخلات والمخرجات للسلف لوجدنـا العجب العجاب ولتفطر القلب حزنا وألمـا مما يراه ، فالمدخلات قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلات اليوم ، ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ، وهنا يبرز سؤال مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل : هل في المعلـــــم ؟ أو المتعلم ؟ أم كليهما ؟ أم .. ، فالمولى سبحانه لا يبارك بعمل الآخرة من أجل الدنيا، ولا بعمل الآخرة باسم الآخرة ولكن يبارك بعمل الآخرة لأجل الآخرة ، وقد يبارك بعمل الدنيا لأجل الدنيا لأنه صــــدق، ولن تجد لسنة الله تبديلا. فهذه علامة مهمة من علامات الإخلاص الكثيرة التي يجب أن لا تغيب طرفــة عــين عن كـل داعية عند كل عمل وقد تـم التطرق إلى ذلك في المكاشفة السلسلة الأولى والثانية . 4) تقــوية وزيادة الإيمــان : الإيمان يزيد بالطاعة وتقويته تكون بالتوكل عليه .وهذه تمنح الباحث عن تطوير ذاته قوة وتحملا فيزداد خبرة وتجربة وحكمة في إدارة نفسه وغيره ، ولا ينكس كما حصل لـ (( ديل كارينجي )). 5) تقوية التوكل: لما كانت الاستخارة مبنية على التوكل، فبالتالي سيقوى كلما أكثر منها لأنه سيرى ثمار التوكل وسيزداد يقينه ، وقد لا يشعر بذلك إلا بعد حين ،وهذه واحدة من مزاياها ؛حتى لا يضعف أمام كيد الشيطان من مهابة النفس في التوكل على الله سبحانه عندما كثرة وقوة الباطل. وما أحوج كل باحث عن تطوير ذاته لهذه الميزة وخصوصا في مجتمعنا العربي والإسلامي . 6) الطـــــــمأنينـــــة: وهي ثمرة ملازمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة .وهذه ميزة أخرى لا توجد في قاموس تطوير الذات على المنهاج الغربي بل صراع وقلق من أجل البقاء وغير ذلك . 7) الرضـــــــــــا: ثمرة ملازمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة .
8) سكـــــــون النفس وصـــــــــلاح البــــــــــــــــال: ثمرتان ملازمتان لكل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة. 9) تمنـــــع تسلط الشيطــــــــان : بما أن الاستخارة مبنية على التوكل، فإنها من خير الوسائل للوقاية والعلاج من تسلط الشيطان ، قال : إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [ النحل : 99] . إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف : 201]. وهذه أيضا لا توجد في قاموسهم جملة وتفصيلا ولا نسمع لها ذكرا في نقل أو ترجمة . 10) الوقاية والعلاج من التطير : جاء في الحديث الصحيح( الطيرة شرك وما منا إلا... ، ولكن يذهبه الله بالتوكل))( ). قال الإمام ابن القيم : (( أحكام أهل الذمة / 3/ 1239)) . (( فعوض عبادة المؤمنين بالأذان عن الناقوس والطنبور كما عوضهم دعاء الاستخارة عن الاستقسام بالأزلام.)) 11) إزالة الشك( ) وسو ء الظن والوسواس : تعتبر الاستخارة خير وسيلة للوقاية والعلاج من كل ذلك إذا كان ذلك ناتجاً عن الجهل بحقيقة الشيء ، ومثاله قد تخشى إن أقدمت على أمر معين أن يفسر بوجهة لا ترضيك ،فحينئذ إن تم هذا الأمر بعد الاستخارة فقد أيقنت أن الله قد اختار لك الخير وإن لم يتم فقد أيقنت أن الله صرف عنك شراً . أمـا إذا كان الشك وسوء الظن ناتجاً عن غير الجهل بالشيء كالغيرة والحسد ونحو ذلك ، فقد يصعب علاجه أو الوقاية منه بالاستخارة نتيجة لاختلاف السبب ؛ فلهذا يجب عليه أن يبحث عن السبب الحقيقي وذلك من خلال مكاشفة النفس وقد تقدم في السلسلة الأولى والثانية . وأما الوسواس فالوقاية والعلاج منه بما تقدم مهما كان سببه لأن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .
12) إزالة الحيرة( ): منشأ الحيرة الجهل بالشيء على حقيقته ، فكل حائر بشيء جاهل به، وليس كل جاهل بشيء حائراً به وعادة ما تكون عند الخواص في المسائل الدقيقة التي قد بذل فيها كل ما في وسعه ومثاله ما كان يفعله السلف في الترجيح والتجريح وسوف تأتي بعض الأمثلة – في الكتاب-، وقد تكون الحيرة عند غير الخواص في غير المسائل الدقيقة ومن غير بذل كل ما في وسعه . والاستخارة تزيل هذا النوع من الحيرة ، ولا يلزم من الاستخارة الإصابة( ). ولكن يلزم المستخير اعتقاد الإصابة إذا بذل كل ما في وسعه . أولا : أهميتــــــها وفضلـــــــــها بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية والسكينة وصلاح البال والسعادة في الدارين ... ، فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني والمقتضيات ، ويمكن تلخيص ذلك من خلال معرفة أهميتها والمتمثلة فـــي : 1) معرفة أسماء وصفات المعبود ووجوب العمل بمقتضاهما ، وأقرب مثال على ذلك قد يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إلا إذا كان مكثراً منها، لأنها مبنية عليه .( انظر السلسلة الأولى )
2) معرفة حقيقة وصفات النفس البشرية ، فالإنسان مخلوق: كفور، يئوس، قنوط ، معرض ، ظلوم ، جهول ، خصيم ، فرح ، مغرور ، هلوع ، قتور ، ولا حول له ولا قوة إلا به سبحانه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يؤمنون ، وإن آمنوا فلا يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى ، إلا من رحم الله . 3) أنها وحي هذه الأمة ـ الإلهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا، فمن هذا الذي لا يحب أن يكون ملهماً ومسدداً ؟! بفضل من الله ومنّـه .( انظر المبحث الأول الاستخارة وحي هذه الأمة ) 4) ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهـمها لأهل التقـوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهل الدنيا النجاح . 5) النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها، فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية . 6) فهم السلف لها واعتناؤهم بـها من خلال فقه أقوالهم وتعاملهم معهــــــا . 7) أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى إخـلاص النية وتـعلم لإتـقانـها كالقرآن ، وقد دلّ حديث الاستخارة على ذلك .( انظر السلسلة الثانية والثالثة ) . 8) الإنسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للإكثار منها مما تجعله يعض عليها بالنواجذ ، فاستخارة واحدة تكفي ليحرص المسلم بعد ذلك مـن الإكـثار منهـا. ( انظر السلسة الثانية ). ثانيا : الشباب وضـرورة نقاء منهاج تطوير الذات : 1) من الجميل أن نرى اليوم كثيراً من شباب المسلمين يسعى بجد إلى تطوير وتحقيق ذاته وسط هذا الركام الفاسد والمفسد معاً، فهم عماد مستقبل هذه الأمة لأي إصلاح أو تغيير، ومن كان يظن أن الخلافة التي على منهاج النبوة أو خروج المهدي المنتظر قد اقتربا ؛ فليعتقد جازما بأن ذلك لن يكون إلا والأمة قد أعدت نفسها إيمانيا وماديـا، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، ولكن أجمـل منه
وواجب أن يكون ذلك نابعاً من نية خالصة لله حتى تؤتي أكلها بدون آثار وأعراض سلبية ، فهذا العلم هو حصيلة اجتهاد وتجارب إنسانية طويلة من حيث الزمن وكثيرة من حيث العدد في العالم الغربي ثم حصل الإبداع عندهم ثم انتقل إلينا، فلهذا تجد معظم الكتب التي تحدثت في هذا الأمر مترجـمة أو مستندة إلى مراجع أجنبية ؛ ولعل من يتفحص ما نقل وترجم ؛ يجده لا يهتم كثيرا بالجانب الإيماني مثل ضرورة إخلاص النية ومراقبتـها لأي عمل صغر أم كبر وهذا ولاشك سيؤثر سلبا على النتائج المرجوة ،وهذا الذي سوف نحاول توضيحه في هذه الرسالة إن شاء الله تعالى .
2) ومع ما بلغوا إليه من تأصيل وتفصيل لجزئيات الجزئيات، والتي تزيد من فرص تطوير وتحقيق الذات والنجاح ، إلا أنهم لا يزالون يشكون من مشاكل أخرى كثيرة ومهمة تتلخص في عدم القدرة على تحقيق الموازنة بين تطوير وتحقيق الذات والنجاح وما تحتاج إليه الروح من تغذية إيمانية مستمرة للمحافظة على هذا التوازن بعد الوصول إليه .
3) فلهذا على المسلم أن يسعى بجد لتطوير وتحقيق ذاته وفقا للمنهج الرباني الذي ليس فيه سلبيات أو انحراف عن الفطرة، وليس معنى ذلك أن نترك ما هو مفيد من الغرب وإنما اقصد البحث عنها من فهم الكتاب والسنة والسلف الصالح والتوازن في تغـذية القلب والعقل .
ثالثاً : ما هو تطوير الذات ؟ : من خلال بحث سريع لم أقـف على كتاب يعالج هذه المسألة بكل عناصرها وتفصيلاتها ، بحيث تجمع شتات المسألة، ولكن في معظم الأحيان كنت أجدها تتحدث عن عنصر عام من عناصرها بتفصيلاته، وهذا بالطبع لا يحقق تطويراً حقيقياً للذات، لأن تطوير الذات للنجاح منظومة متكاملة من المهارات التي ينبغي اكتسابها، وقد يكون له في بعض الأحيان أثراً سلبياً، مما لو لم يتعلم عنصر من العناصر؛ لأن كثيرا من الناس عندهم عادة سيئة وهي أن ينظر إلى ما عنده فيستكثره،وينظر إلى ما عند غيره فيستقلله ،فينشأ بعد ذلك مراهـقة علمية وصدام أخلاقي وغير ذلك ، فتحدث ردة فعل سلبية قوية فلا
يستطيع تحملها لأنه غير مؤهل تأهيل عام كاف. وهذا لا ينطبق على هذا العلم وحده ؛ ولهذا قدمنا النية الخالصة. وإليك أهم عناصره وجزئياته والتي عبارة عن اكتساب قدرات ومهارات فـي : 1) تنظيم وإدارة الوقت . 2) التفكير المثالي والتعلم وتنمية وتنشيط الذاكرة . 3) اتخاذ القرار السليم وحل المشاكل. 4) وضوح الرؤية وتحديد الهدف وكسب الجهد . 5) التحليل وربط الأسباب بالنتائج . 6) القدرة على التواصل وكسب الآخرين ووضع الأولويات والبدائل. 7) التحرر من الجمود والقيود المعوقة والثقة بالنفس. 8) البرمجة العصبية واللغوية. الخلاصة: إن تطوير الذات عبارة عن اكتساب القدرات والمهارات لتلك العناصر ليكون متميزاً وناجحا. رابعـاً: ويحـــق لــــك أن تتساءل ! بعد الذي تقدم قد يقول قائـل : هـل يمكن حصول توازن كامل بين تطوير الذات المتكامل مع المحافظة على نـقاوة المنهاج الرباني في الدعوة ؟ وأن تكون الآخرة أكبر همه ؟ الإجابة : نعم . ولكن يصعب تصور ( ) حصول ذلك إلا بمراعاة عدة أمـور : أ ) الإنسان مفطور على حب العاجلة فكلما أشبع حاجة من احتياجاته انتقل إلى الأخرى وهكذا . ويؤكد ذلك النصوص الشرعية والمشاهدة والنظريات الغربية .مثـل: نظرية الاحتياجات الإنسانية لـ (( ماسلو ))( ) وتقول : (( إن الإنسان يتحرك لإشباع خمس حاجات رئيسية لديه هي : تحقيق الذات، التقدير، الاحتياجات الاجتماعية ، الأمن والسـلامة،والاحتياجات الفيزيولوجية.
ويتــم إشباع هـذه الحاجات على مراحل بحيث يندفع الفرد لإشباع إحداها فإذا فرغ منها وأشبعها انصرف إلى الثانية وهكذا )). ب) المسلم مهما بلغ من العلم الشرعي والورع والتميز في تطوير وتحقيق ذاتـه سوف يقابل أمورا دقيقة أو محيرة( ) قد تقدح أو تؤثر على درجة تمسكه بالمنهاج الرباني الذي ينبغي أن يسلكه للدعوة من وجهة نظر غيره أو نفسه ولكن عادة ما يبررها تحت مسميات كثيرة مثل المصالح والمفاسد وخير الخيرين وأهون الشرين والوسائل والمقاصد ونحو ذلك من الأمور التي يعرفـها طلبة العلم . وكل ذلك ينتج من التأويل والقياس للنصوص الشرعية ولذلك قال الإمام أحـمد عبارة تستحق أن تكتب بماء الذهب من دقتـها في تشخيص أسباب خطأ المجتهد وهـي : (( أكثر ما يخطـئ الناس في التأويل والقياس )) ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة ـ لأنها تحتاج إلى تحقيق ـ لذكرت بعض الأمثلة . ولعل الله ييسرها في رسالة خاصة لموضوع مـا يكون الناس بحاجة إليه . ج ) إتقان صلاة الاستخارة والإكثار منها يمثل الضمان الأنجع والأسلم لكل ما ورد من محاذير قد ترافق المسلم أثناء عملية تطوير الذات بل ترقى به إلى أكثر من ذلك وهو تحقيق الذات والنجاح في الدنيا قبل الآخرة – بإذن الله- وذلك من خلال معرفة ثمارهـا .
علامـــــــــات و ثمــــار إتـــقانها ( وسائل عامة في تطوير الذات )
من نعم المولى سبحانه أن جعل للأشياء علامات ليطمئن بها القلب أذا عصفت به العواصف أو غيرهـا من الأمور ، ومن علامات إتقان الاستخارة أن يذوق العبد ثمارها في الدنيا قبل الآخرة ، وهذه الثمار قد تفسر حرص الرسول على الاعتناء بتعليمها ، ومنها ما هو متداخل ومترابط مع بعضها البعض ، ومنها ما يتفرع عنها ثمار أخرى فهي شجرة لانهاية لثمارها ؛ فلهذا ينبغي استحضار ثمار هذه العبادة ؛ ليزداد اليقين بأهميتها ، ومن يتأمل الثمار التالية سيجد معظمها من ثمار التوكل ويمكن تلخيصها كالتالي : السعادة في الدنيا: غاية تطوير الذات السعادة التي لا تشترى بالمال أو الجاه أو السلطان أو غير ذلك ، بل هي نعمة ربانية يَمنّ بها سبحانه على من يشاء ، وتُـعرف من خلال سكون النفس وطمأنينة القلب والرضا بمقدوره وصلاح البال وكل هذه السمات ملازمة للاستخارة وإلا فلا يعد صاحبها مستخيراً.( انظر مبحث أعمال قلبية ملازمة لها) .
قال الإمام ابن القيم : (زاد المعاد / 2/ 444) . ((والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده ، وهي من لوازم الرضى به ربا ، الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته )) . وهذا مما ينبغي أن يجعل الباحث عن تطوير ذاته أحرص الناس على التمسك بها والإكثار منها . 2) تجــــــديد الإيمـــــان : جاء في الحديث الصحيح: ((إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))( ) ؛ فلهذا فإن التجديد يبدأ من القلب ، وعلاقة ذلك بالاستخارة أن فيها من التوكل والطمأنينة والرضا وصلاح البال ما يجعل العبد مستحضراً صفات الخالق والمخلوق ، ومن ثم تكون أعماله بمقتضى هذه المعرفة، فكلما ذاق هذه الثمار أكثر من الاستخارة وكلما أكثر من الاستخارة ذاق حلاوة الإيمان وحينئذ يبقى الإيمان متجدداً . 3) الطمأنينة على إخــــــــــــــــــلاص النية : لما كان استدامة إخلاص النية ومراقبتها شي عزيز ، فإن مجاهدة النفس لهذا المطلب شيء أعــز ؛ لأن العبد كلما أغلق باباً على الشيطان جاء من باب آخر ، فإذا لم يستطع إغواءه سعى جاهداً ليلبس عليه أمر إخلاصه في نيته حتى يجعله في حيرة من أمره خوفاً من الرياء أو السمعة ونحو ذلك ، فلهذا تعتبر الاستخارة لمثل هذه الحالات من أحسن الوسائل للوقاية من ذلك . في الحديث السالف الذكر دليل على أن الإيمان يبلى في قلوب المؤمنين ولا يبلى في قلبه ، فإذا تأملنا هذه الحقيقة مع عدم استخارته وعصمته لخرجنا باستنتاج أن كثرة الاستخارة تجدد الإيمان وتزيد من أسباب التسديد من الله للمستخير ؛فلهذا لم يكن يستخير مع شدة حرصه على تعليمها . صيحـــــة إيمانية فهل من مذكــــــــر؟! معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو إصلاح ،وما الوسائل إلا عوامل مساعدة ليس إلا ، ولطالما كان الهم الأكبر عند الصالحين من أهل الورع والتقوى الاطمئنان على إخلاص النية لما لهـا من بركة وأثر عظيم ومتعد في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد سئل حـمدون بن أحـمد : (( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ )) فقال: (( لأنـهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ،
ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا الخلق )) .وهذا يجب أن يقودنا إلى تأمل واقع ثمار الدعوة اليوم التي لها قرابة ( 70) عاما، فلو عملنا مقارنـة سريعة بين المدخلات( ) والمخرجات الدعوية اليوم وبين المدخلات والمخرجات للسلف لوجدنـا العجب العجاب ولتفطر القلب حزنا وألمـا مما يراه ، فالمدخلات قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلات اليوم ، ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ، وهنا يبرز سؤال مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل : هل في المعلـــــم ؟ أو المتعلم ؟ أم كليهما ؟ أم .. ، فالمولى سبحانه لا يبارك بعمل الآخرة من أجل الدنيا، ولا بعمل الآخرة باسم الآخرة ولكن يبارك بعمل الآخرة لأجل الآخرة ، وقد يبارك بعمل الدنيا لأجل الدنيا لأنه صــــدق، ولن تجد لسنة الله تبديلا. فهذه علامة مهمة من علامات الإخلاص الكثيرة التي يجب أن لا تغيب طرفــة عــين عن كـل داعية عند كل عمل وقد تـم التطرق إلى ذلك في المكاشفة السلسلة الأولى والثانية . 4) تقــوية وزيادة الإيمــان : الإيمان يزيد بالطاعة وتقويته تكون بالتوكل عليه .وهذه تمنح الباحث عن تطوير ذاته قوة وتحملا فيزداد خبرة وتجربة وحكمة في إدارة نفسه وغيره ، ولا ينكس كما حصل لـ (( ديل كارينجي )). 5) تقوية التوكل: لما كانت الاستخارة مبنية على التوكل، فبالتالي سيقوى كلما أكثر منها لأنه سيرى ثمار التوكل وسيزداد يقينه ، وقد لا يشعر بذلك إلا بعد حين ،وهذه واحدة من مزاياها ؛حتى لا يضعف أمام كيد الشيطان من مهابة النفس في التوكل على الله سبحانه عندما كثرة وقوة الباطل. وما أحوج كل باحث عن تطوير ذاته لهذه الميزة وخصوصا في مجتمعنا العربي والإسلامي . 6) الطـــــــمأنينـــــة: وهي ثمرة ملازمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة .وهذه ميزة أخرى لا توجد في قاموس تطوير الذات على المنهاج الغربي بل صراع وقلق من أجل البقاء وغير ذلك . 7) الرضـــــــــــا: ثمرة ملازمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة .
8) سكـــــــون النفس وصـــــــــلاح البــــــــــــــــال: ثمرتان ملازمتان لكل استخارة وسوف يأتي الحديث عن ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملازمة للاستخارة. 9) تمنـــــع تسلط الشيطــــــــان : بما أن الاستخارة مبنية على التوكل، فإنها من خير الوسائل للوقاية والعلاج من تسلط الشيطان ، قال : إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [ النحل : 99] . إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف : 201]. وهذه أيضا لا توجد في قاموسهم جملة وتفصيلا ولا نسمع لها ذكرا في نقل أو ترجمة . 10) الوقاية والعلاج من التطير : جاء في الحديث الصحيح( الطيرة شرك وما منا إلا... ، ولكن يذهبه الله بالتوكل))( ). قال الإمام ابن القيم : (( أحكام أهل الذمة / 3/ 1239)) . (( فعوض عبادة المؤمنين بالأذان عن الناقوس والطنبور كما عوضهم دعاء الاستخارة عن الاستقسام بالأزلام.)) 11) إزالة الشك( ) وسو ء الظن والوسواس : تعتبر الاستخارة خير وسيلة للوقاية والعلاج من كل ذلك إذا كان ذلك ناتجاً عن الجهل بحقيقة الشيء ، ومثاله قد تخشى إن أقدمت على أمر معين أن يفسر بوجهة لا ترضيك ،فحينئذ إن تم هذا الأمر بعد الاستخارة فقد أيقنت أن الله قد اختار لك الخير وإن لم يتم فقد أيقنت أن الله صرف عنك شراً . أمـا إذا كان الشك وسوء الظن ناتجاً عن غير الجهل بالشيء كالغيرة والحسد ونحو ذلك ، فقد يصعب علاجه أو الوقاية منه بالاستخارة نتيجة لاختلاف السبب ؛ فلهذا يجب عليه أن يبحث عن السبب الحقيقي وذلك من خلال مكاشفة النفس وقد تقدم في السلسلة الأولى والثانية . وأما الوسواس فالوقاية والعلاج منه بما تقدم مهما كان سببه لأن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .
12) إزالة الحيرة( ): منشأ الحيرة الجهل بالشيء على حقيقته ، فكل حائر بشيء جاهل به، وليس كل جاهل بشيء حائراً به وعادة ما تكون عند الخواص في المسائل الدقيقة التي قد بذل فيها كل ما في وسعه ومثاله ما كان يفعله السلف في الترجيح والتجريح وسوف تأتي بعض الأمثلة – في الكتاب-، وقد تكون الحيرة عند غير الخواص في غير المسائل الدقيقة ومن غير بذل كل ما في وسعه . والاستخارة تزيل هذا النوع من الحيرة ، ولا يلزم من الاستخارة الإصابة( ). ولكن يلزم المستخير اعتقاد الإصابة إذا بذل كل ما في وسعه . 13) اعتقاد الإصابة : اعتقاد الإصابة ثمرة ملازمة _في حقه لا غيره_ في كل استخارة ولا يصح اعتقاد الإصابة إلا بعد بذل كل جهد مستطاع مثل البحث والمشاورة والسؤال، والاستخارة تحفظ العبد من الزلل وتمنحه ثقة بنفسه بإذن الله ؛ لأن التسديد بالتيسير أو الصرف من العليم القدير سبحانه، وتعتبر وسيلة نفيسة من وسائل الإصابة والترجيح، وقد كان السلف يعتمدون على ذلك في كثير من الأمور كالجرح والتعديل والتأليف والفتوى والتحديث وكذلك في المسائل التي ليس فيها أمر شرعي واضح ، قال شيخ الإسلام : ((مجموع الفتاوى 10/471)) ((ومن يرجح في مثل هذه الحال باستخارة الله كما كان النبي يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن فقد أصاب)). 14) ازدياد الشعور بالمسئولية: الشعور بالمسئولية سمة يجب أن تكون في كل مسلم ، ويجب أن يزداد هذا الشعور في المستخير لأنه يعتقد بأنه مسدد من المولى سبحانه وتعالى وبالتالي يلزمه الأخذ بكل أسباب الإصابة كالبحث والمشاورة والسؤال ، وعادة ما يظهر هذا بجلاء في المسائل التي يعتقد المستخير أنها دقيقة ومحيــــرة. 15) البـركة في الشيء المستخار : ما أحوج الناس إليها وما أغفلهم عنها، فأمر اختاره الله ورضيه لك ورضيت به ، أليس من حسن الظن بالله أن تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله سيبارك لك فيه ؟ ومن أمثله ذلك ما سيأتي في باب اعتناء السلف كالتأليف وغيره .
تنبـيهـــان : أ- قد يستخير عبد في زواج فيتزوج ثم يطلق باستخارة ، فهذا لا يخل بالاستخارة ، لأنه لا يعلم الغيب ، فلعله إن لم يتزوج في حينها لوقع في الحرام ، أو تكون البركة في الذرية التي جاءت، وأما إذا تزوج باستخارة وطلق بدونـها ، فهذا ليس من التقوى ويشمله مفهوم المخالفة من قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وكذلك قد تتزوج فتـاه من شاب باستخارة ثم يطلقها باستخارة أو بدونـها فالجواب كما تقدم . ب- أي أمر يتحقق باستخارة فلا تتخلى عنه إلا باستخارة ؛ لأنك قد تضيع البركة التي فيه دون أن تشعر بعد أن كانت بين يديك ، ومثاله : شراء سيارة باستخارة وأفادته ثم وجد مشترياً دفع بها ثمناً أكثر فباعها دون استخارة. 16) المحافظة على النوافـل: قد يطرأ على العبد التهاون أو الكسل نتيجة لضعف عزيمته قال : وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً [طه:115]، ولكن احتياجه الدائم للاستخارة سيعينه على المحافظة عليها أو الإكثار منها . 17) الفراسـة والمهابـة والقبــول : لأن الاستخارة مبنية على التوكل والله يحب المتوكلين ، لهذا فالإكثار منها تجعل العبد يستحق هذه الصفة شعر أم لم يشعر ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها وجعل له القبول . 18) تصحيح وتوجيه المسار واتضـاح الرؤيــة : وفقاً للمعاير الدنيوية القاصرة فإن من أسباب النجاح وتطوير الذات تحديد المسار ووضوح الرؤية والهدف، ومع ذلك فإن أدى ذلك إلى نجاح في الدنيا فقد يؤدي إلى خسارة الآخرة، فكم من أناس كانوا على استقامة؛ فطلبوا الدنيا دون الاعتماد على علم الله وقدرته وتيسيره وصرفه، فنجحوا بشيء من حطام الدنيا وخسروا دينهم . ولكن المستخير بتوكله على الله وتسليم الأمر له من قبل ومن بعد، جدير به أن يسدده الله إلى المسار الصحيح الذي يتناسب مع ما هو ميسر له ، فإذا توافقت هذه الأسباب مع تيسير المولى سبحانه لها، ازداد طمأنينة وهدى وبصيرة، وإذا لم تتوافق هذه الأسباب مع ما هو ميسر له، فسييسّر له المولى سبحانه سبيلاً آخر يكون فيه الخير في الدنيا والآخرة ، وهذا من سداد ورحمة الله سبحانه
وتعالى للمستخير، وقد تقدم الإشارة إلى ذلك في المبحث التمهيدي. وكذلك إذا جاءه صارف آخر بعد انقضاء الأمر، تذكر أنه قد استخار الله فيه، وهذا سيحفظه بإذن من أن تتشعب به السبل أو أن تتشتت أفكاره نتيجة لزحمة ومشاغل الحياة وتعقيداتها الكثيرة. 19) تساعد على تنقيح المسائل ونضوجها: قد يستخير العبد في مسألة ثم يلاحظ أن الاحتمالات والأفكار تتوارد إلى ذهنه بعد أن كان في غفلة عنها ، فينبغي أن لا يهملها ؛ لأنها من ثمار الاستخارة الأولى ، وعليه أن يصفيها واحدة تلو الأخرى من خلال الاستخارة إلى أن يصل إلى نقطة النهاية ، وهذه كثيراً ما قابلتني ومنها هذا الكتاب، أسأل الله أن يبارك فيه وأن يجعله خالصاً لوجه الكريم. اللهم آمين . 20) تساعد على التعلم وزيادة الخبرة : ويتضح ذلك من خلال فهم العلاقة التلازمية التي بين الاستخارة والمشاورة أو السؤال، فقد يقابل المستخير في كثير من الأحيان صعوبة في تمييز الصرف أو التيسير، فحينئذ يلزمه المشاورة أو السؤال ، مما يزيد من خبرته حسب نوعية المسائل التي يستخير فيها . 21) تساعد على تقويم الذات والقدرات وكسب الوقت و الجهد : نجد اليوم كثيراً من الناس يتنقلون من مشروع إلى مشروع ومن علم إلى علم أو نحو ذلك ، ثم يتبين لأحدهم أنها لا تناسبه بعد أن أهدر كثيراً من الوقت والجهد والمال ثم ينعكس ذلك سلباً على المجتمع ، ولو أنه استخار الله في كل ذلك لأعانه الله على معرفة قدراته في وقت مبكر ، لأنه إن تيسر له أمر؛ فسوف يبارك الله له فيه ، وإن تعسر فلاشك سيجد ما هو ميسر له في بديل آخر ، فكل إنسان ميسر لما خلق له ولكن عليه أن يبحث ذلك من خلال الأخذ بالأسباب الشرعية ومنها الاستخارة . 22) التحرر من الخوف وخوف الفشل : الخوف أكبر عـــــدو للإنسان ، فهو يؤدي إلى عبادة ما دون الله بعلم أو بغير علم ، ومنه ما هو جبلي ومشروع وهذا من سعة رحمة أرحم الراحمين لخلقه ، ولكن إتقان الاستخارة والإكثار منها تساعد العبد على التحرر من كلا النوعين - بإذن الله- لأنك ستستحضر( ) أنك متوكل على الله في هذا الأمر وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها .
وقد ينشأ المرء في بيئة - أو لأي سبب- تؤدي به إلى أن يصبح أسيراً أو حيرانَ أو يشكو الخــوف من الفشل ، فالاستخارة هي أحسن وسيلة للوقاية والعلاج . 23) التحرر من الجمود والقيود: هناك مثل شائع فاسد يقول: (الإنسان أسير بيئته)، وهذا الأمر ترفضه الشريعة جملةً وتفصيلاً، فالمستخير بتوكله على الله سبحانه سيتحرر من الجمود والقيود والضغوط التي تفرضها المجتمعات الجاهلية اليوم أو العرف أو المناهج التعليمية( ) أو ظروف الزمان والمكان وغيرها من الأمور المعوقة، وبالتالي سيساعده ذلك على زيادة خبراته وقدراته وثقته بنفسه. 24) تعليم العبد ما لم يعلم : قال تعالى : وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ [البقرة : 255] ، وفي دعائها ((أستخيرك بعلمك)) وهذا التعليم يتضح للمستخير عندما تظهر له حكمة الصرف أو التيسير ،ومثاله قد يستخير العبد في شراء شيء فيصرفه الله عنه ، ثم يجد شيئا آخرا يؤدي نفس الغرض بمواصفات وسعر أفضل ، وما كان ليعلم ذلك لولا أن وفقه الله للاستخارة بعلمه وكذلك إذا استخار في علم أو غيره ويسره له فسيعلّمه منه مالا يحاط به، إذا كان يرجح بالاستخارة، كل فكرة تخطر على باله، ثم اجتهد وصبر. [/size:41 الموضوع الأصلي : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد(موضوع جديد عن التنمية البشرية ولكن هذه المره من منظور اسلامى)والمنظور الاسلامى هنا هى الصلاة)............. المصدر : منتدى ميت عزون www.meetazoon.com | |
|