بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فهذه سنة الحياة أيها الأخوة ، أن نفقد عزيزا علينا ، أثر في حياتنا وأثراها فاستحق الرثاء . إلى ذكراك يا حبيبي أكتب إليك و أقول ... زادت بيننا المسافات إلى أن وصلت إلى المالا نهاية ، فرقنا الزمان حتى أصبح لقائي الوحيد هو بانسلاخي من الزمان و المكان . وأصبح لقائي الوحيد بك على الأرض إنما يكون في أرض الأحلام التي تتحقق بها المستحيلات . أشكرك يا الله أنك تريني صورته وتجعلني أحدثه ،... وإن كان داخل عقلي فقط .
آاه من فقدانك ، هل علمت كم أحبك قبل أن ترحل عن عالمنا ، هل استطعت أن أرسم الفرحة على وجهك كما فعلت أنت من قبل على وجهي ووجوه الكثيرين.
يا غالي على روحي .. كما كنت غاليا على أهلك ... أرثيك أم أرثي نفسي ، الحمد لله الذي جعلنا نؤمن بقضائه وقدره بخيره وشره . الحمد لله الذي من رحمته جعل هناك جنة لألقاك بها إن شاء الله .
الحمد لله الذي يبتلينا بشيء من الخوف و الجوع ونقص من الأموال و الأنفس و الثمرات .
يا نفيسا ابتلينا بفقدان نفسه الغالية .
يا صاحب الهمة العالية .
مفتقد إياك
مشتاق إليك
ولكني مؤمن بالله
هل علمت كم تعلمت منك ... تعلمت من سكناتك كما تعلمت من حركاتك ... كم تشربت منك كيف أعامل المجتمع باحترام . كيف أفكر بعقلي لا أن أكون مندفعا اندفاع الثور في البرية ، للأسف ... لم يكن هناك وقت لأقول لك كل ذلك .
وإني هنا لا أرثيك ولكني أرثي نفسي لفقدانك ... وأنت لا تحتاج مني رثاء ولكنك عند الله محتاج إلى أن أتذكرك لأدعو لك ... فيارب اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
يا رب أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله هو و أمواتنا وأموات المسلمين
آمين