أنا بكره الثورة .. وبحب حسني مبارك ..وإيـــــــــــه!

تاريخ التسجيل : 04/05/2009

هل هناك مشكلة عندما أقول - وبصوت عال - أنني أحب الرئيس السابق محمد حسني مبارك ؟!
هل هناك ما يمنع أن اصرخ زي الغول وأجعر وأقول أنا مختلف مع الثورة ؟!
بالتأكيد سيتم وضعي في القوائم السوداء باعتباري من أذناب النظام المخلوع وتقليدي وسام الخيانة من الطبقة الأولى , واحتمال يُصدر أمر من معالي المستشار الدكتور النائب العام بمنعي من السفر وتجميد أموالي السائلة - في دفتر التوفير - وكذلك العقارات , وتبقى وقعة مطينة لو جمدوا أموالي بالخارج ومنعوا أولادي من التصرف بشهادات الاستثمار مجموعة ج , كل شهادة - واللهم لا حسد - بـ مائة جنيه حتة واحدة ..
رغم أني لا أعرف من - المخَول لهم - وضع تلك القوائم السوداء لمناهضي الثورة ..
لكن لماذا لا نستطيع أن نقول ما نريد بحرية كاملة ؟ ما هو الفارق - حالياً - بين ما قبل الثورة وما بعدها ؟ تغيير أسماء فقط !وهل إذا هللت ورقصت ومسكت علم وهمت على وجهي في الشوارع والحواري والأزقة أسب وألعن في النظام السابق وأضرب في أي ضابط أو أمين شرطة يقابلني
يبقى كده ضمنت منحي ( صك الغفران ) وأني آمن وأولادي آمنين في دخول ( ميدان التحرير ) !!
أمور غريبة حدثت ومازالت تحدث بعد الثورة , فكلنا فرحنا بما قام به الشعب المصري ولن أحدد فئة معينة , فجميع أطياف الشعب قامت بهذه الثورة من تواجد بالميدان ومن لم يتواجد , فهذه يجب أن تكون البداية الحقيقية التي نرتكز عليها , نعم هناك من أشعلوا الشرارة .. لكن من استمر في نفخ لهيبها حتى وصلنا إلى ما نحن فيه , بالتأكيد الجميع , فمن كان يقف بالشارع وأمام بيته ليدافع عن بيته وأولاده وشرفه عرضه ويحمي الممتلكات هو مشارك بالثورة, ومن كان يصرخ فرحاً في منزله للنصر العظيم هو مشارك بالثورة , ومن كان يكتب على صفحات الانترنت أو حتى بينه وبين نفسه هو مشارك بالثورة و كل من كان يرفض الوضع السابق هو شارك بالثورة مع اختلاف درجات الجهاد .
لكن أن تصبح الخيانة والعمالة ومن أعوان النظام كلمات تتطاير من الأفواه دون رقيب فهذا يتعارض - وبشدة - مع الثورة التي حلمنا بها وحققناها .
فهل ثورة يوليو حققت الأهداف التي قامت من أجلها ؟ بالتأكيد لا .. فهناك ما حققته وهناك ما عجزت عن تحقيقه لأسباب يعرفها الجميع , بل - ولن أكون مبالغاً - حين أقول أنها قد غيرت مصر من مملكة إلى جمهورية - اسماً فقط - دون مضمون حقيقي ,ويكفي ما كُتب عن تلك الفترة وما حدث فيها .
فكل نظام له حسنات وسيئات , ونحن - كشعب - جزء من هذا النظام , نرفعه إلى أعلى الدرجات أو نسكنه الدرك الأسفل , فلا يجب أن نلوم النظام فقط بل يجب أن نلوم أنفسنا أولاً وقبل كل شئ لأننا ارتضينا ما كان يحدث فينا دون أن نتفوه بكلمة واحدة !
وأثناء انتخابات مجلس الشعب السابقة - المزورة - حاول شاب أن يقف أمام محترفي الانتخابات من أعضاء الحزب الوطني والمستقلين , ووقفت إلى جانبه أملاً في محاولة تغيير مفهوم الناس ومحاولة حثهم على الإيجابية .. لكن هيهات .. هيهات , فلم ننل سوى السخرية - خاصة من فئة الشباب - أما غيرهم فكان همهم الوحيد هو أن يخرجوا من جيوبنا - الخاوية - ما يستطيعون عليه !!
وهل أصبحت الثورة - قطعة لحم - يحاول البعض خطفها من أصحابها ؟ ثم من أصحاب الثورة - أليس الشعب - ! والبعض الآخر يحاول ركوب الموجة !!
لا أرى - حتى الان - فارقاً كبيراً بين ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها , فلن ينصلح حالنا بين ليل وضحاها , بل لابد من الصبر حتى نرسي الأسس الصحيحة والتي سيتحدد على ضوئها مستقبلنا .
الثورة الحقيقية - في رأيي المتواضع - هو تغيير الموروث العقيم الذي ورثناه عن أسلافنا من عادات وتقاليد وأفكار .... الخ, نخرت في عقولنا لسنين طويلة .
فالبلد في ظرف عصيب ثم نجد أن الجميع يحاول أن يسدد ويكيل لها الطعنات مستغلين الوضع الحالي وذلك من مطالب فئوية - ليس وقتها - وبناء على آلآف الأراضي الزراعية بما يهدد الثروة الزراعية , والفوضى الأمنية المستفحلة في كافة ربوع الوطن .
علينا أن نتكاتف جميعاً - دون تبادل الاتهامات ونسيان المصالح الشخصية مؤقتاً - حتى نعبر بالوطن لبر الأمان .. وأن نطبق الحرية بمعناها الحقيقي وليس بما يتوافق مع أهدافنا ونظرتنا فقط .
فلا يعقل أن من يقول كلمة في حق النظام- بحق أو غير حق - يعتبر خائن وعميل , ومن يهلل للثورة يعتبر بطل قومي !
فلا يجب أن نحجر على الآراء فهذه مرحلة ولت للأبد ولابد لكل فرد أن يثور على نفسه أيضاً .